أبناء الضاد ، لا ينطقون الضاد !
بسم الله الرحمن الرحيم
سميت اللغة العربية بمسميات كثيرة ، منها أنها لغة الضاد ،
ولا أعلم وجها لهذه التسمية ، ولا أعرف سببا لها ، غير أن التسمية راجت وشاعت ،
وليس من المفيد البحث في أسبابها الآن !
لكن الغريب أن الضاد الذي خصت به اللغة في هذه التسمية دون غيره من الحروف يعاني ! ومعاناته هو عجز الكثير عن النطق به ، وكثرة الخلط بينه وبين حرف الظاء !
والسبب في نظري هو أن كثيرا من القبائل العربية الحالية استثقلت هذا الحرف ، واستصعبت النطق به وأبدلته إلى الظاء ، ولما جرى على ألسنتهم هذا التبديل وشاع عندهم كثيرا مات حرف الضاد في لهجاتهم ، فصار الضاد مهملا حتى عند أبناء الضاد أنفسهم .
إبدال الضاد إلى الظاء لو كان قاصرا على اللهجة المحلية لهان الأمر ، لكن طغى هذا الإبدال حتى وقع في اللغة الفصحى كالبيانات الرسمية والكتابات الأدبية ، وأصبح هناك صعوبة كبيرة في تمييز الضاد من الظاء !!
بعض الأمثلة على ذلك :
*شيوع مصطلح التظليل الإعلامي ، والصواب التضليل الإعلامي ، فأصل الكلمة ( ضلّلَ يضلل تضليلا ) إذا أبعده عن جادة الحق ولم يهده إليه ، ومنه الحديث : ( .. أو أضِل أو أُضَل أو أجهل أو يجهل علي ) .
* الجذر ( ح ض ر ) ومشتقاته ، يقع فيه الخلط كثيرا ، فكثيرا ما نرى في الكتابات : حظر ، والحظور ، والمحاظرة ، والتحظير ، وكل ذلك بالضاد لا بالظاء !!
* ويكتب بعض الأعضاء : ( أخي الفاظل ) ، وهو بالضاد أيضا لأنه من ( الفضل ) .
* ونعثر على عبارات مثل : ( فلان ظليع باللغة ) ، و ( نرجو مظاعفة الجهد ) وغير ذلك من الأخطاء التي أرى بأنها أخطاء قبيحة !
و كنت قد سئلت : كيف أفرق بين الضاد والظاء ؟
ولم أهتد لقاعدة تعين على التفريق ، ولكن الحل هو حفظ الكلمة وحفظ رسمها ، ويكون المرجع في ذلك هو المعجم اللغوي .
لا أعتقد أن من بيننا من يبدأ اسمه بحرف الضاد
، مع أن هناك أسماء جميلة تبدأ بالضاد مثل : ضياء وضحى . 
__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة شاطئ المحبة ; 31-03-2011 الساعة 09:53 PM