تابع/ موضوع طليقة زوجي ـ لن تنتهي الفصول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اعتقدت في المرة الماضية أنني أضع الفصل الأخير في قصتي، ولكنني كنت مخطئة!
كنتُ قد عاهدت نفسي على التغافل والتجاهل، ولكنني لم استطع، ودفعني الشيطان للنظر في هاتف زوجي مرات ومرات، وكنت دوماً أجد إما مكالمة منها أو منه، وإما رسالة منها، مع العلم أنه أصبح لفترة يمسح المكالمات الواردة والصادرة بينهما، وكذلك يمسح الرسائل، ولكن سبحان الله يبدو أنه ينسى أحياناً فأرى إما مكالمة أو رسالة.
ورغم ذلك لم أتكلم ولم أقل له شيئاً، حتى كان يوم جمعة خلال الشهر الماضي حيث فوجئت برنة على هاتفي، وعندما نظرت رأيت رقمها!!!!، حينها أصابتني رعشة في يدي وأنا أمسك الهاتف، ولكنني بالطبع لم أعاود الاتصال، وعندما عاد زوجي من الصلاة أخبرته، فسألني: شو تبغي؟، فقلت: هل كنت تتوقع أن أرد عليها أو أعاود الاتصال؟!!! وانتهى الموقف ظاهرياً رغم الحزن والألم الذي تملكني، ورغم محاولة زوجي التودد لي وإشعاري بأهميتي عنده كعادته.
كنت أظن أن مشكلتي هي طليقة زوجي التي قلبت حياتي وعكرت صفوي، وحاولت أن أصبر نفسي وأهون عليها الأمر وألملم شتات ثقتي فيه بعد رسالة قرأتها تقول له فيها (يبدو أنني لن أكون من نصيبك ويبدو أنك من نصيبها هي فقط)، لأفاجأ بصفعة أخرى ورقم آخر ورسالة أخرى وامرأة اخرى في هاتف زوجي.
كان واضحاً أنها هي المبادرة وهي التي تلاحقه، وبدت لي من تلك النوعية التي تدعي العفة والأخلاق والتي ترفع شعار (لا تفكر إني من البنات اللي يكلمون رجال، وإن كان هذا تفكيرك فالله يسامحك)، هذا نص رسالتها كما قرأتها.
ورسالة أخرى تخبره فيها أنها معزومة على عرس وأنها تكشخت وتعدلت.
تماسكت يومها، رغم أن زوجي خزن رقمها في هاتفه ورغم وجود ردود ورسائل منه لها كـ (الحمدلله) و(صباح الخير)، وتوسمت فيه خيراً عندما انقطعت الرسائل بينهما بعد ذلك وقلت لنفسي ربما حاولت معه ولم تجد منه التجاوب الذي يرضيها فابتعدت، وربما خزن رقمها حتى يعرفه عندما تتصل فلا يرد عليها.
يا ربي على غبائي، لقد قرأت منذ أيام رسالة منها تسلم فيها عليه وبعدها بقليل برسالة تقول فيها (انت ليش شايف نفسك؟) فاستبشرت وقلت: الحمدلله طنشها، ولكنني بعدها بيومين تفاجأت بحوالي ثمان أو تسع رسائل متتالية منه لها، ولا أدري كيف أصف تلك الرسائل سوى أنها في غالبها رسائل بلهاء لا معنى لها مثل (هه هه هه) (كت كت كت)، لم أفهم منها شيئاً سوى رسالة واحدة تحوي قولاً مأثوراً كما أذكر، ورسالة منها تقول فيها إنها كانت مريضة ومحمومة.
يومها انقلب حالي تماماً، وخرجت من غرفتي لعملٍ ما ورآني زوجي ولاحظ أنني لست طبيعية، وعندما عدت إلى الغرفة أمسكت هاتفه ووجدته قد مسح كل رسائله لها، وبعدها دخل إلى الغرفة وجلس بجانبي ولمني بذراعيه وهو يقول: تعبوج العيال؟، لم أرد عليه وسحبت نفسي وابتعدت عنه.
ظللت باقي اليوم صامتة تماماً لا أقول شيئاً سوى ما يقتضيه الحال مع أبنائي، سألني عما بي فادعيت أنني متعبة وأشعر بألم في بطني، فطلب أن يأخذني للطبيبة فرفضت، ولكنه ألح فقلت له لو شعرت بأنني بحاجة إلى الطبيبة سأخبرك، وآوينا مساءً إلى فراشنا ولم أتمكن أن أقابله بوجهي، وفي نفس الوقت لم يهن عليّ أن أعطيه ظهري، فبقيت مستلقية على ظهري ولم أتحدث معه بكلمة.
وبقيت على صمتي طوال اليوم التالي، حتى أنني لم أتمكن من أكل شيء، فسألني وقلت له: لا شيء، وبعد فترة جاء وجلس أمامي وسألني عما بي فقلت له: لا شيء، قال: كيف لا شيء وأنتِ ساكتة من أمس، حتى فطور ما كلتي، قوليلي شو فيج، أنا اسمعج، قلت له: لو فيني شي باخبرك بس انا ما فيني شي، مجرد تعب وبيروح بإذن الله، قال: طيب ليش ما فطرتي الصبح؟ قلت: ما كنت جوعانة، ودمعت عيناي رغماً عني.
حدث هذا منذ عشرة أيام تقريباً، حملني زوجي خلالها على كفوف الراحة، وأغدق علي من مشاعره واهتمامه ومراعاته كعادته، واشترى لي غرضاً كنت أتمناه من فترة، ولكن لم يغير كل هذا من حجم الألم الذي أعاني منه حتى الآن، ورغم أنني لازلت أقوم بدوري كزوجة وأم ورغم أنني أتحدث معه إلا أن كسر قلبي يضع حاجزاً بيني وبينه.
وحتى يزيد ألمي، يوم الخميس الماضي عثرت في هاتفه على رسالة من طليقنه تقول إنها تريد أن تراه غداً يوم الجمعة، وكان رده عليها: أوكي. ولكنه بعد فترة قصيرة عاد ومسح رده، وفي اليوم التالي عاد إلى البيت بعد صلاة الجمعة ولم يخرج باقي اليوم، ولكنه خرج يوم الأحد وغاب أكثر من المعتاد فتوقعت أنه ذهب لملاقتها.
ستسألونني: لماذا لم تتحدثي معه وتخبريه بما رأيتي؟
لا أريد أن أتحدث معه، فما الذي سيقوله؟ إما أنها نزوة، أو أنه سيتزوجها سواء الأولى أو الثانية، أو سيقول: أنا حر.
لا أريد أن أسمع منه أي رد، فأي كلام سيقوله سيؤذيني ويجرحني، ولا أشعر أنني سأصدق أي مبرر أو شرح، كما أنني لم أستفد شيئاً من كلامي السابق معه ولم يتغير شيء.
المضحك أنه وضع رقماً سرياً لهاتفه، وكأنني بحاجة لرؤية أكثر مما رأيت.
حسبي الله ونعم الوكيل.
التعديل الأخير تم بواسطة عيالي نظر عيني ; 10-07-2011 الساعة 01:17 AM