السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعريف الغضب :
الغضب شعور يتولد لدى الفرد بسبب شيء يجرحه أو يعارضه أو يضايقه .
ويبنغي مراعاة ما يلي في الحديث عن الغضب :
• الغضب شعور لا بأس به في ذاته .
• هدف الغضب الأساسي : حماية الذات . قال الشافعي رحمه الله : من استُغضِبَ فلم يغضب فهو حمار.
• يمكن استثمار الغضب بصورة صحية ، وليست بالضروري أن يؤدي الغضب إلى العدوانية على الآخرين .
• غضبك لعرضك يمنحك القوة لدفع من تحرش به .
• غضبك لنفسك من أن تكون أقل من الآخرين يمنحك القوة للتفوق .
• غضبك لأمتك يمنحك القوة للدفاع عنها .
• ( تجربة " غضب الأمة " لتطاول الصحافة الدانماركية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دليل على الغضب الصحي .
لذا .. فالغضب ليس مشكلةً في ذاته .. وإلا لما كان لدينا مصطلح " الغضب للنفس ، والغضب لله أن تُنتَهكَ حدودُه " .
وقد وصف الله تعالى حالات غضب لبعض أنبيائه ، ولكنه كان غضباً لله جل وعلى ، كما حكى الله تعالى عن موسى عليه السلام " وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه ".
وحكى عن نوح عليه السلام دعاءه على قومه " رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً أو كفاراً " .
الغضب والحب :
لماذا يشيع الغضب بين الأزواج ؟ ولماذا تكثر مشاكل " العنف العائلي " .
أنت تحتاج كثيراً من الحب ، وتشعر عندما لا تتلقاه بالانجراح ، وتخشى أن تُجرَح ثانيةً ، أو أن يكون هناك عيب خاص بك ، وتنمي في نفسك نوعاً من الدفاع والحماية ، ومن هنا يدخل الغضب .
الغضب الدفين :
هو الغضب المكبوت المتراكم ، وهو يظهر في إحدى صورتين :
• المرض : كالمظاهر الاكتئابية ، أو الأمراض النفسية العضوية ، وقد يتجاوز الأمر إلى السلوك الانتحاري .
• الانفجار في نوبات غضب نشعر فيها بانعدام السيطرة على النفس ، وعدم تناسب رد الفعل الغاضب مع السلوكيات المفجرة له .
ويلجأ البعض أحياناً للتخلص من آثار ( المرض ، أو الانفجار في نوبات غضب ) إلى بعض السلوكيات الإدمانية ، كإدمان الكحول أو التدخين أو التسوق القهري أو الإنترنت .. الخ .
مراحل الغضب :
هناك مراحل أربعة للغضب :
• مرحلة الإنذار : علامة تحذير بأن الموقف الذي تمر فيه يمكن أن يستثير غضبك ، وتصاحبه بعض الأعراض الفسيولوجية والنفسية ( إجهاد ، قلة نوم ، كثرة تفكير).
• مرحلة الاشتعال .
• مرحلة تصاعد الغضب .
• مرحلة الخمود .
والتعرف على ملامح كل مرحلة بالنسبة لك يحميك من فقدان السيطرة على غضبك ، ويمكنك من منع الانتقال من مرحلة إلى أخرى .
أسباب الغضب :
كثيراً ما ينشأ الغضب والعنف من الشعور بالعجز والضعف .
أسباب خارجية : وتتمثل في الضغوط التي يمر بها الإنسان سواء كانت صحية أو اقتصادية أو عملية أو اجتماعية .. الخ ، غير أن الأمر الأهم هو : كيف ينظر إلى الضغوط ، ثم ينفعل بها .
وكل الضغوط يمكن أن تؤدي إلى رباعي المشاعر : ( الخوف ، الغضب ، الحزن ، القلق) ، بحسب تفسير الإنسان لها.
ومن أسباب الغضب : الرفقة المادحة للغضب ، المحبذة له ، والتي تراه من صفات الرجولة.
الأسرة :
ثمة أساليب تربوية يمكن أن تعزز استجابة الغضب لدى الطفل ، وتنمو معه في رشده ، مثل :
• الحرمان مما يحب .
• التدليل الزائد وتعويده على أن يكون مركز العالم المحيط به ، فلا يؤجل إشباع رغباته .
• الأب الغاضب والأم المضطهدة ، ينمي لدى الطفل واحداً من الاتجاهين : إما الغضب الإيجابي الصارخ مقلداً والده ، أو الغضب السلبي المكتوم ، متوحداً مع والدته .
• الأسرة المعتادة على كبت التعبير عن مشاعرها ، ولا تسمح لأطفالها بتفريغ غضبهم والتعبير عن مشاعرهم تحولهم إلى قنابل موقوتة !!
الشخصية :
• يمكن أن تساهم بعض سمات الشخصية في التهيئة للغضب والاندفاع إليه . ولكلٍ من الانطواء والانبساط أثره الخاص في التقليل من الغضب أو التكثير منه ، وهو يتفاعل مع بعض المواقف الخاصة لتكتمل معادلة الغضب أو تتلاشى . أما ارتفاع سمة " العصابية " فهو مساعد على زيادة الغضب والتوتر .
• اضطرابات الشخصية تسهم بصورة كبيرة في إذكاء الغضب وتصعيده ، كالشخصية النرجسية ( إن أحست بالانجراح ) والوسواسية ( إذا شعرت بالنقص عن المعيار المحدد ) والحدية ، والارتيابية ( إذا زاد التشكك ) .
وللحديث بقيّة سوف أنقل لكم عن كيفيّة علاجه باذن الله نقلته من الدكتور عبدالله السبيعي