العلاج المعرفي والسلوكي للغضب
للعلاج جانب معرفي ، وآخر سلوكي ، وسنجملهما سوياً فيما يلي :
التفكر في آثار العنف على النفس والآخرين :
تغير اللون ، وشدة الرعدة في الأطراف ، وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام ، واضطراب الحركة والكلام حتى يظهر الزبد على الأشداق ،
وتحمر الأحداق ، وتنقلب المناخر ، وتستحيل الخلقة . ولو رأى الغضبان في حالة غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياءً من قبح صورتِه واستحالة خلقته . وقبحُ باطنِه أعظمُ من قبح ظاهره ، فإن الظاهر عنوان الباطن ، وإنما قَبُحَت صورة الباطن أولاً ثم انتشر قبحها إلى الظاهر ثانياً ـ فتغير الظاهر ثمرة تغير الباطن فقس الثمرة بالمثمرة فهذا أثره في الجسد.
وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش من الكلام الذي يستحي منه ذو العقل ويستحي منه قائله عند فتور الغضب ، وذلك مع تخبط النظم واضطراب اللفظ.
أما اثره في البدن: فالضرب ، والتهجم ، والتمزيق ، والقتل ، والجرح عند التمكن من غير مبالاة ، فإن هرب منه المغضوب عليه أو فاته بسبب وعجز عن التشفي رجع الغضب على صاحبه فمزق ثوب نفسه ويلطم نفسه ، وقد يضرب بيده على الأرض ويعدو عدو الواله السكران والمدهوش المتحير وربما يسقط سريعاً لا يطيق العدو والنهوض بسبب شدة الغضب ، ويعتريه مثل الغشية ، وربما يضرب الجمادات والحيوانات فيضرب القصعة مثلاً على الأرض ، وقد يكسر المائدة إذا غضب عليها. ويتعاطى أفعال المجانين فيشتم البهيمة والجمادات ويخاطبها ويقول: إلى متى منك هذا يا كيت وكيت كأنه يخاطب عاقلاً حتى ربما رفسته فيرفس الدابة ويقابلها بذلك.
وأما أثره في القلب مع المغضوب عليه فالحقد ، والحسد ، وإضمار السوء ، والشماتة بالمساءات ، والحزن بالسرور ، والعزم على إفشاء السر وهتك الستر ، والاستهزاء وغير ذلك من القبائح فهذه ثمرة الغضب المفرط.
قَالَ بَعْضُ الأدَبَاءِ: إيَّاكَ وَعِزَّةَ الْغَضَبِ فَإِنَّهَا تُفْضِي إلَى ذُلِّ الْعُذْرِ.
تعرَّف على أسباب غضبك :
سواء كانت متعلقةً بسمات شخصيتك ، أو الضغوط التي تمر بها ، أو سلوك الأطراف الأخرى معك .
فكر في فضائل كظم الغيظ ، سواء كانت فضائل دينية أو اجتماعية أو نفسية :
رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ "يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَنْ لَهُ أَجْرٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَقُمْ. فَيَقُومُ الْعَافُونَ عَنْ النَّاسِ. ثُمَّ تَلاَ: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا ازْدَادَ أَحَدٌ بِعَفْوٍ الا عِزًّا، فَاعْفُوا يُعِزُّكُمْ اللَّهُ
فَكِّر في غاية الدنيا ونهايتها : وكثيراً ما ينسى المرء وقت غضبه أنه في الدنيا لغاية عبادة الله تعالى ، وأن الموت مقبلٌ عليه ، وذكر الموت يخفف من سَورَة الغضب .
ابحث عن البدائل الممكنة بعيداً عن العنف والعدوان .
تعود التعبير السوي عن انفعالاتك:
بالحديث عن الموضوع الذي يغضبك إلى آخرين ، والتباحث معهم في شأنه . وحاول – بقدر الإمكان – أن تتحدث عما أغضبك مع من أغضبك .
عبر بجسدك عن غضبك :
إذا شعرت بمزيدٍ من الغضب أنت غير قادر على ضبطه فيمكنك التعبير عنه بالصراخ في مكان فارغ ، أو ضرب كيس وسادة ، أو كيس من الرمل .. المهم أن تشعر بأنك أفرغت الطاقة المتصاعدة للغضب .
أطِل المسافة الفاصلة بين المثير والاستجابة :
يكون الغضب في أشده في اللحظات الأولى ، ثم يقل مع مرور الوقت ، فإذا استطعت أن تتأخر في ردك على ما يغضبك ، فهذا يعني أنك أحرزت تقدماً في التخفيف من غضبك ، وكلما طالت المدة كانت إمكانية التقليل من الغضب أعلى .
التوجيه النبوي للغاضب :
• التفكر في الآيات القرآنية الأحاديث النبوية المحببة لكظم الغيظ ، كقوله تعالى " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس " . وقوله تعالى " وإذا ما غضبوا هم يغفرون " .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب . فردّد ذلك مراراً ، قال لا تغضب رواه البخاري .
قال عليه الصلاة والسلام " الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ، ويقشعر شعره فيصرع غضبه " .
• الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن سليمان بن صُرَد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجلان يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمةً لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد . رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه .
• السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا غضب أحدكم فليسكت).
حتى لا يتحدث في طور غضبه بما لا يحمد عقباه بعد انتهاء انفعاله .
• تغيير الهيئة من الحركة إلى السكون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" .
قال العلامة الخطابي رحمه الله: " القائم متهيئ للحركة والبطش ، والقاعد دونه في هذا المعنى ، والمضطجع ممنوع منهما ، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد . والله أعلم .
• الاقتداء بالنماذج الصالحة في التعامل مع الغضب ، وقد وجَّه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الاقتداء بالأنبياء السابقين " أولئك الذين هدى الله ، فبهداهم اقتده " .
• معرفة مساوئ الغضب .
• الدعاء .
، وثقي أن هذه بوابة سعادتك الحقيقية..
منقول
من الدكتور عبدالله السبيعي
__________________
[blink]اللهم صلّي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
وسلّم تسليما
[blink]كثيرا[/blink]
[/blink]
التعديل الأخير تم بواسطة روح الغالي ; 15-05-2007 الساعة 04:45 AM