الأسبوع الثاني (قصة قصيرة) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2009, 07:52 PM
  #1
أبو أسامة
رئيس الهيئة الشرعية
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 987
أبو أسامة غير متصل  
الأسبوع الثاني (قصة قصيرة)

الأسبوع الثاني

-وصلنا المدرسة ولم تأخذ عمتي معنا!
-اليوم يا بنيتي لن تكون عمتك معك، وستكونين في المدرسة مع صديقاتك ومعلمتك، انتهى الأسبوع التمهيدي..
-ولكن يا أبي...
-أنت اليوم صرت كبيرة وتستطيعين الاعتماد على نفسك.
-أحب أن تكون عمتي إلى جواري.
-معلمتك طيبة ولطيفة –إن شاء الله- وستحبينها، وربما تحبينها أكثر من عمتك.. هيا انزلي.

يرمقها بعينين ذابلتين.. يتابع خطواتها المتقاربة، تدلف إلى باب المدرسة، ثم تلتفت إليه تلقي نظرة أخيرة، تثير الشفقة في نفسه، ويلوح لها بيده مودعًا، ثم تتوارى خلف الأسوار، وكأنما قلبه النابض بين جنبيه هو الذي يسير.
تبدو له المدرسة بلا أسوار، يستمر في متابعة ابنته اليتيمة، يراها زائغة العينين، تكثر من الالتفات، لا تدري أين الطريق المؤدي إلى الفصل أو الطابور، تأخذ بيدها المعلمة تهديها الطريق، تترقرق الدموع في عينيها، وتتوجس خوفا من المجتمع الجديد، بوجهها الطفولي البريء ترسم ابتسامة مشرقة تشبه والدتها.
يتراءى له طيف أمها باسمًا، يحن لتلك الروح الطاهرة، آهٍ لو ...، يتنهد.. تجول في خاطره ذكريات الماضي.. تمر بين عينيه مواقف الأنس، الضحك والفرح والحزن.. لحظة الوداع.
يعود به الخاطر لليتيمة، كلانا يتيم.. أنا وهي.. يا قلبي.. كيف حالك.. هل تبكين الآن؟ يا رب! الطف بها!
أنا لست الآن هنا، إنني هناك حيث هي.. لكني لا أدري شيئا عن حالها! هل رفقت بها المعلمة؟
على كرسي المكتب يظل ساهما طوال يومه، يعد الدقائق قبل الساعات، ينتظر الحادية عشر والنصف.

-أستأذنك يا مديري الفاضل.
-ولكن لدينا عمل مهم هذا اليوم، لا أريد أن أمنعك من الخروج، ولكن الاجتماع سيبدأ الآن.
-لم أعلم بهذا الاجتماع.
-بلى وقَّعْتَ عليه اليوم.
-ولكنها هناك وحيدة.
-من هي؟
-اليتيمة...
-مَنْ؟
-...
-حسنا يمكنك الذهاب، على أن تعود عاجلا للمشاركة في الجزء الثاني من الاجتماع على الأقل.
-أشكرك.
وفي الطريق..
لكن كيف ستعرف أني أنتظرها في الخارج، ربما لن تسمع النداء، أو لن تفهم، نسيت أن أوضح لها.
يقف وسط ركام السيارات في فوضى، يهبط من سيارته، يصل إلى البوابة، ويسأل حارس المدرسة كيف يمكنه الوصول لابنته التي في الصف الأول؟ ويخبره باسمها.
يناديها الحارس، وتخرج إليه مبتسمة.
يجلس ويحتضنها.
-كيف المدرسة اليوم؟
-حلوة! المدرّسة حبيبة.


أستقبل انتقاداتكم فأنا متبدئ
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا


مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 AM.


images