![]() |
![]() |
|
عنوان الإستشارة: أهلي يرفضون تزويجي بسبب أن من يتقدم لي ليس قبيلياً تاريخ الإستشارة : 22 ربيع الثاني 1427 / 21-05-2006 السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشكلتي يا فضيلة الشيخ أن أخي وأبي يردون كل من جاء لخطبتي أو لخطبة إحدى أخواتي؛ بسبب أنه ليس قبيلياً (أي ليس من القبائل العربية المعروفة بالبلد) وعندما أتناقش معهم يقولون لي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) وإن هذا العامل مهم للتكافؤ بين الزوجين، ولا أدري هل هذا هو المقصود بالاختيار!! وجزاكم الله خيراً. الإجابة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة ama حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فأما الحديث الذي أشرت إليه فقد أخرجه ابن ماجة في سننه، ولفظه (تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم) والحديث إسناده ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك لفظ" العرق دساس" أخرجه الديلمي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وكل هذه الأحاديث ضعيفة لا يحتج بها، ولم تثبت من وجه يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأيضاً فإن معنى الحديث، أن يطلب الإنسان أصحاب الدين، فلا يزوج بناته مثلاً إلا من أصحاب الدين والخلق، وكذلك هو لا يتزوج إلا من صاحبات الدين، ويختار من الناس أصحاب الدين لمصاهرتهم. والمقصود أن أصح أقوال العلماء في معنى كفاءة الزوج، هو ما تحقق فيه شرطان اثنان، الأول: الدين، ومعناه أن يكون الخاطب مسلماً عدلاً غير فاسق، والثاني: السلامة من العيوب في البدن، كالبرص والجنون. وما سوى ذلك من الأمور، فليست شرطاً في الكفاءة، وذلك ككون الخاطب من أصل أعجمي، كمن كان فارسياً يريد الزواج بعربية مثلاً، أو ككون الخاطب فقيراً والمخطوبة ذات مال، ونحو هذه الأمور، فكل هذه الأوصاف ليست من شروط الكفاءة في أصح الأقوال المنقولة عن أهل العلم، بل الصواب أن من تحقق فيه شرطا الدين والسلامة من العيوب القادحة، جاز تزويجه بغير إشكال. فإن الله تعالى، قد جعل التفاضل بين أهل الإسلام، إنما هو التقوى، كما قال تعالى:{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}، فأخبر تعالى أن التفاضل إنما يكون بالتقوى والدين، وهذا هو الذي قرره النبي صلى الله عليه وسلم، كما خرجه الترمذي في السنن عن النبي صلى الله وسلم، أنه قال: ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض). فبين صلوات الله وسلامه عليه، أن المعيار الحقيقي في تقييم الزوج الصالح، أنه الدين وحسن الخلق، وما سوى من الأوصاف، فإن منها ما هو مطلوب ومرغوب، إلا أنها ليست الأصل في تقييم كفاءة الزوج الصالح، ولذلك كان الصواب هو اعتبار الكفاءة بالدين والسلامة من العيوب التي أشرنا لمثالها، هذا مع كون كثير من أهل العلم مالوا إلى اعتبار النسب في الكفاءة، إلا أن في هذا نظراً بيناً، وهذا الجواب لا يحتمل بسط الكلام في ذلك... والمقصود أن الحل، في مثل حالك، هو أن تختاري من أهلك، من ترين فيه التعاطف، والتفهم لحالك، كوالدتك مثلاً إن وجدت، بحيث تبينين لها، أنك تتفهمين ما يحرص عليه أهلك من تزويجك بأصحاب النسب، غير أن الحال الذي أنت فيه، لا يحتمل الآن مثل هذا الشرط، فإنك الآن قد بلغت الثانية والثلاثين، والأيام تمضي، فإلى متى يكون هذا الحال؟! فحاولي أن تحركي في أهلك جانب العقل، والعاطفة، بحيث يستشعرون الآلام التي تعانينها. وبحيث ينظرون إلى مصلحة إعفافك وإعانتك على غض بصرك، وتحصينك من كل سوء، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) متفق على صحته. مضموماً إلى ذلك، ما تجدينه من العسر والمشقة، بسبب خلوك من الزوج، فإن المرأة والرجل كليهما، مفتقران إلى الزواج، افتقاراً عظيماً، حتى إن الله جل وعلا، نبه على مدى ضعف الإنسان في هذا الباب، فقال بعد أن ذكر أحكاماً في الزواج عند الحاجة، { يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً } ومع أن الإنسان بأصل خلقته ضعيف أمام الشهوات، إلا أنه في باب الزواج أشد ضعفا، وأعظم افتقاراً، فهذا أمر لا بد من إيضاحه لأهلك إيضاحاً جيداً؛ ليتفطنوا لمدى المعاناة التي تجدينها في هذا المعنى. وأيضاً، فإن من الأسباب الحسنة النافعة، أن تبيني لهم، أن الشرع الكريم دل على أن الضرر لا بد أن يزال، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا ضرر ولا ضرار) أخرجه أحمد في المسند ، ولا ريب أن في منعك من الزواج بالرجل الصالح في دينه، الحسن في خلقه، مع كونك راضية به، ضرراً عليك، خاصة مع كونك قد بلغت سناً متقدمة بدون زواج، فلا بد من هذا البيان الذي يزيل الإشكال، ويجلي حقيقة الوضع لأهلك، ومن الأسباب العظيمة التي هي سلاحك، وسلاح كل مؤمن ومؤمنة، الدعاء واللجوء إلى الله تعالى، بأن يفرج كربتك، وأن يزيل همك، فمن الذي يسمع شكواك إلا هو، ومن الذي يكشف كرتبك إلا هو، جل وعلا !!. فعليك بحسن اللجوء إلى الله تعالى، وعليك بحسن الاضطرار إليه، قال تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) . ونسأل الله تعالى أن يفرج كربتك، وأن يزيل همك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك . وبالله التوفيق والسداد. |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|