التفكر في الاخـــره
₪ ₪ التفكر في الآخرة ₪ ₪
·عن عون بن عبد الله قلت لأم الدرداء : أي عبادة أبي الدرداء أكثر ؟ قالت : التفكر والاعتبار .
·عن أبي الدرداء قال : تفكر ساعة خير من قيام ليلة .
·عن أبي الدرداء لما حضرته قال : من يعمل لمثل يومي هذا ، لمثل مضجعي هذا ؟
·قال الحسن البصري : خرج هرم بن حيان وعبد الله بن عامر بن كريز ، فبينما رواحلهما ترعى إذ قال هرم : أيسرك أنك كنت هذا الشجرة ؟ قال : لا والله لقد روقني الله الإسلام ، وإني لأرجو ، قال : والله لوددت أني كنت هذه الشجرة ، فأكلتني هذه الناقة ، ثم بعرتني فاتخذت جلة ، ولم أكابد الحساب ، يا ابن أبي عامر ويحك ! إني أخاف الداهية الكبرى .
·عن مطرف بن عبد الله العامري قال : لأن يسألني الله تعالى يوم القيامة : يا مطرف ألا فعلت أحب إلى من أن يقول لي لَم فعلت ؟
·عن محمد بن الحنفية قال : إن الله جعل الجنة ثمناً لأنفسكم فلا تبيعوا بغيرها .
·قال بُرد - مولى ابن المسيب - لسعيد بن المسيب : ما رأيت أحسن ما يصنع هؤلاء قال سعيد : وما يصنعون ؟ قال : يصلي أحدهم الظهر ، ثم لا يزال صافاً رجليه حتى يصلي العصر فقال : ويحك يا بُرد ، أما والله ما هي العبادة ، إنما العبادة التفكر في أمر الله ، والكف عن محارم الله
·قال ابن أبي مليكة : شهدت عبد العزيز بن مروان عند الموت يقول : يا ليتني لم أكن شيئاً .. يا ليتني كهذا الماء الجاري . وقيل : قال : هاتوا كفني : إف لك ، أقصرك طويلك وأقلك كثيرك .
·روى الثوري عن أبيه قال : كان الربيع بن خثيم إذا قيل له : كيف أصبحتم ؟ قال : ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا .
عن الشعبي : ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه .
·قال القاسم بن ابي أيوب : سمعت سعيد بن جبير يردد في هذه الآية في الصلاة بضعاً وعشرين مرة ** واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله } .
·عن بكير بن عتيق قال : سقيت سعيد بن جبير شربة نم عسل في قدح فشربها قم قال : والله لأسألن عنه قلت : لم ؟ قال : شربته وأنا أستلذه .
عن طاووس بن كيسان : ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أُحصي عليه حتى أنينه في مرضه .
·قال بلال بن سعد الكسوني : يا أهل التقى إنكم لم تخلقوا للفناء ، وإنما تنقلون من دار إلى دار ، كما نقلتم من الصلاب إلى الأرحام ، ومن الأرحام إلى الدنيا ومن الدنيا إلى القبور ، ومن القبور إلى الموقف ، ومن الموقف إلى الخلود في جنة أو نار .
·قال عطاء بن أبي رباح قال : إن مَنْ قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ، ما عدا كتاب الله ، أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر ، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها ، أتنكرون أن عليكم كراماً كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ، أما يستحي أحدكم لو نُشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره ، وليس فيها شيء من أمر آخرته .
·حج سليمان بن عبد الملك مع عمر بن عبد العزيز فأصابهم بَرْق ورعد حتى كادت تنخلع قلوبهم ، فقال سليمان : يا أبا حفص هل رأيت مثل هذه الليلة قط أم سمعت بها ؟ قال : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمة الله فكيف لو سمعت صوت عذابه ؟
·عن عطاء قال : كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء فيتذكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون .
مما يروى لعمر بن عبد العزيز :
أيقظانُ أنتَ اليومَ ؟ أم أنت نائم؟ *** وكيف يُطيقُ النوم حيرانُ هائمُ
فلو كنتَ يقظانَ الغداةِ لخرَقْت *** مدامعَ عينيك الدموعُ السواجمُ
تُسر بما يَبْلى وتَفرحُ بالمُنى *** كما اغتر باللذات في النوم حالمُ
نهارُك يا مغرورُ سهوٌ وغفلةٌ *** وليلُك نوم والردى لك لازمُ
وسعيُك فيما سَوْف تَكْرَه غِِبَه *** كذلك في الدنيا تعيشُ البهائم
قال مكحول : بأي وجه تلقون ربكم ، وقد زهدكم في أمر فرغبتم فيه ، ورغبتم في أمر فزهدتم فيه ؟ .
·عن الشافعي قال : لما بنى هشام بن عبد الملك الرصافة بقنسرين ، أحب أن يخلو يوماً لا يأتيه فيه غم ، فما انتصف النهار حتى أتته ريشة بدمٍ من بعض الثغور فقال : ولا يوم واحد !
·قال صالح المري لعطاء السلمي : يا شيخ قد خدعك إبليس ، فلو شربت ما تقوى به على صلاتك ووضوئك ؟ فأعطاني ثلاثة دراهم وقال : تعاهدني كل يوم بشربة سويق ، فشرب يومين وترك وقال : يا صالح إذا ذكرت جهنم ما يسعني طعام ولا شراب .
قيل : إن عطاء السليمي بكى حتى عمش ، وربما غُشي عليه عند الموعظة .
·عن أبي حازم المديني قال : ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم .
·وقال : انظر كل عمل كرهت الموت من أجله فاتركه ، ثم لا يضرك متى مت .
·قال أبو حازم المديني : يسرُ الدنيا يُشْغِلُ عن كثير الآخرة .
·قال أبو حازم المديني : وما إبليس ؟ لقد عُصي فما ضر ، ولقد أُطيع فما نفع .
·عن أبي حازم المدني قال : إذا رأيت ربك يُتابع نعمَه عليك ، وأنت تعصيه فاحذره .
·قال حماد بن زيد : سمعت يونس بن عبيد يقول : توشك عيني أن ترى ما لم تر ، وأذنك أن تسمع ما لم تسمع ، ثم لا تُخرج من طبقة ، إلا دخلت فيما هو أشد منه ، حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط .
·جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقاً من حاله ومعاشه واغتماماً بذلك فقال : أيسرك ببصرك مائة ألف ؟ قال : لا . قال : فبسمعك ؟ قال : لا . قال : فبلسانك ؟ قال : لا . قال : فبعقلك . قال لا . في خلال وذكره نعم الله عليه ثم قال يونس : أرى لك مئين ألوفاً وأنت تشكو الحاجة.
عن عبد الله بن مسعود قال : يا أيها الناس إنكم مجموعون في صعيد واحد يسمعكم الداعي وينفذكم البصر ، ألا وإن الشقي في بطن أمه ، والسعيد من وُعظ بغيره .
·إن بعض الخلفاء سأل عمر بن ذر عن القدر فقال : ها هنا ما يشغل عن القدر ، قال : ما هو ؟ قال : ليلة صبيحتها يوم القيامة ، فبكى وبكى معه .
·عن القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى : ** بَلِ الساعةُ موعِدُهُم والساعة أدهى وأمر } ويبكي ويتضرع على الفجر .
كان مسعر بن كدام ينشد له أو لغيره :
نهارك يا مغرور سهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم
وتتعب فيما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم
·قال جعفر بن عون : سمعت مسعر بن كدام ينشد :
ومُنشَيدٍ داراً ليسكُنَ دارَه *** سكنَ القبورَ ودارُه لم تُسْكَنِ
عن يوسف بن أسباط قال : قال لي سفيان الثوري بعد العشاء : ناولني المطهرة أتوضأ ، فناولته . فأخذها بيمينه ، ووضع يساره على خده ، فبقي مفكراً ، ونمت ثم قمت وقت الفجر ، فإذا المطهرة في يده كما هي ، فقلت : هذا الفجر قد طلع . فقال : لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى ساعة .
·قال يوسف بن أسباط : كان الثوري إذا أخذ في ذكر الآخرة يبول الدم .
·عن أحمد بن يونس : سمعت الثوري ما لا أحصيه يقول : اللهم سلم سلم ، اللهم سلمنا وارزقنا العافية في الدنيا والآخرة .
·عن سفيان الثوري : من سُر بالدنيا نُزِع خوف الآخرة من قلبه .عن شقيق البلخي قال : أخذت الخشوع عن إسرائيل بن يونس كنا حوله لا يعرف مَنْ عن يمينه ، ولا نم عن شماله من تفكره في الآخرة ، فعلمت أنه رجل صالح .
·عن ابن السماك قال : هِمةُ العاقل في النجاة والهرب ، وهمة الأحمق في اللهو والطرب ، عجباً لعين تلذ بالرقاد ، وملك الموت معها على الوساد ، حتى متى يُبلغنا الوعاظُ أعلام الآخرة ، حتى كأن النفوس عليها واقفة ، والعيون ناظرة ، فلا منتبه من نومته ؟ أو مستيقظ من غفلته ؟ ومفيق من سكرته ؟ وخائف من صرعته ؟ كدحاً للدنيا كدحاً ، أما تجعل للآخرة منك حظاً ؟ أقسم بالله لو رأيت القيامة تخفق بأهوالها والنار مشرفة على أهلها ، وقد وضع الكتاب ، وجيء بالنبيين والشهداء ، لسرك أن يكون لك في ذلك الجمع منزلة ، أبعد الدنيا دارُ معتمل أم إلى غير الآخرة منتقل ؟ هيهات ولكن صُمت الآذان عن المواعظ ، وذُهلت القلوب عن المنافع ، فلا الواعظ ينفع ولا السامع ينتفع .
وعنه : هب الدنيا في يديك ، ومثلُها ضُم غليك وَهبِ المشرق والمغرب يجيء إليك فإذا جاءك الموت فماذا في يديك ؟ ألا من امتطى الصبر قوي على العبادة ، ومَنْ أجْمَعْ الناس ، استغنى عن الناس ، ومن أهمته نفسه لم يول مَرَمتها غيره ، ومن أحب الخير وفق له ، ومن كره الشر جُنبَهُ ، ألا متأهب فيما يوصف أمامه ، ألا مستعد ليوم فقره ، ألا مبادر فناء أجله ما ينظر من ابيضت شعرته بعد سوادها ، وتكشر وجهه بعد انبساطه ، وتقوس ظهره بعد انتصابه ، وكل بصره وضعف ركنه ، وقل نومه ، وبلي منه شيء بهد شيء في حياته ، فرحم الله امرءاً عقل الأمر وأحسن النظر واغتنم أيامه .
·وعنه : الدنيا كلها قليل ، والذي بقي منها قليل ، والذي لك من الباقي قليل ، ولم يبقَ من قليلك إلا قليل ، وقد أصبحت في دار العزاء وغداً تصير على دار الجزاء ، فاشتر نفسك لعلك تنجو
قال المسيب بن واضح الزاهد العمري بمسجد منى يقول:
للهِ دَرٌ ذوي العُقُولْ *** والحِرْصِ في طلبِ الفُضُولِ
سُلابُ أكْسِيةِ الأراملِ *** واليتامى والكُهُولِ
والجامعينَ المكثرينَ *** من الجِنَاية والغُلُولِ
وضعوا عقولَهم من *** الدنيا بمَدْرَجَة السُيولِ
ولهو بأطرافِ الفُروع *** وأغفلوا عِلْمَ الأصولِ
وتتبعوا جَمْعَ الحطامِ *** وفارقوا أثرَ الرسولِ
ولقد رأوا غيلانَ رَيِبِ *** الدهر غولاً بعد غولِ
·عن ابن المبارك قال :
المرءُ مثلُ هِلالِ عند رؤيتِه *** يبدو ضئيلاً تراه ثم يَتَسِقُ
حتى إذا ما تراه ثُم أعقبه *** كَر الجديدين نَقْصاً ثم يَمْحِقُ
][/COLOR]
يتبــــــــــــــــــــــع