" لوكان للأدب العالمي ديوان في جزء واحد ، لكانت هذه القصيدة في مقدمته " - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المواضيع المنقولة قسم تنقل فيه المواضيع المكررة والمخالفة لقوانين المنتدى ويتم تنبيه الاعضاء على ذلك من خلال الموضوع ذاته

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-2010, 11:46 AM
  #1
سوري حنون
قلم مبدع
 الصورة الرمزية سوري حنون
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 718
سوري حنون غير متصل  
" لوكان للأدب العالمي ديوان في جزء واحد ، لكانت هذه القصيدة في مقدمته "

قصيدة للشاعر عمر بهاء الدين الأميري –رحمه الله -عندما سافر أبنائه إلى حلب ، وبقي في داره وحيدا ، فهي قصيدة رائعة بحق ، ومحزنة بصدق ، حتى قال العقاد عنها : " لوكان للأدب العالمي ديوان في جزء واحد ، لكانت هذه القصيدة في مقدمته "، وهي وإن كانت مبالغة منه ، إلا أن العاطفة فيها تأخذك كل مأخذ :

أين الضجيجُ العذبُ والشَّغَبُ؟*** أين التَّدارسُ شابَهُ اللعبُ؟
أين الطفولة في توقُّدها؟*** أين الدُّمى، في الأرض، والكتب؟
أين التَّشَاكسُ دونما غَرَضٍ؟ *** أين التشاكي ما له ســبب؟
أين التَّباكي والتَّضاحُكُ، في *** وقتٍ معًا، والحُزْنُ والطَّربُ؟
أين التسابق في مجاورتي *** شغفًا، إذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون على مُجالَستي *** والقرب منِّي حيثما انقلبوا
فنشيدهـــم بابا إذا فرحوا *** ووعيدهم بابــــا إذا غضبوا
وهتافهمْ بابا إذا ابتعدوا *** ونجيُّهمْ بابا إذا اقتــــربوا
بالأمس كانوا ملءَ منزلنا *** واليومَ -ويح اليومِ- قد ذهبوا
ذهبوا، أجل ذهبوا، ومسكنهمْ *** في القلب، ما شطّوا وما قَرُبوا
إني أراهم أينما التفتت *** نفسي، وقد سكنوا، وقد وثبوا
وأُحِسُّ في خَلَدي تلاعُبَهُمْ *** في الدار، ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهمْ إذا ظفروا*** ودموع حرقتهمْ إذا غُلبوا
في كــلِّ ركــنٍ منهمُ أثرٌ *** وبكل زاويــةٍ لهم صَخَـــبُ
في النَّافذاتِ، زُجاجها حَطَموا *** في الحائطِ المدهونِ، قد ثقبوا
في الباب، قد كسروا مزالجه *** وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصَّحن، فيه بعض ما أكلوا *** في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشَّطر من تفّاحةٍ قضموا *** في فضلة الماء التي سكبوا
إنِّي أراهم حيثما اتَّجهتْ *** عيني، كأسرابِ القَطا، سربوا
بالأمس في قرنابلٍ* نزلوا *** واليومَ قدْ ضمتهمُ حلبُ
دمعي الذي كتَّمتُهُ جَلَدًا *** لمَّا تباكَوْا عندما ركبــــوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا *** منْ أضلعي قلبًا بهمْ يَجِبُ
ألفيتُنــي كالطفـــــل عاطفةً *** فإذا به كالغيث ينسكــــبُ
قد يَعجبُ العُذَّال من رَجُلٍ *** يبكي، ولو لم أبكِ فالعَجَبُ
هيهات ما كلُّ البُكا خَوَرٌ *** إنّي -وبي عزم الرِّجال- أبُ

__________________
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] معطلة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 PM.


images