{مميز} إماطة الأذى عن النفس - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-2010, 05:06 AM
  #1
نور الإيمان
العضو الماسي وكبار الشخصيات

تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 6,354
نور الإيمان غير متصل  
Post {مميز} إماطة الأذى عن النفس


بسم الله الرحــمن الرحيــم


لا يوجد في هذا الكون أغلى أو أكرم من الإنسان , فقد كرمه خالقه وخلقه في أحسن صورة ومنّ عليه من النعم ما إن أراد الإنسان أن يعدها ما احصاها .. قال تعالى ( وإن تعدوا نعمة الله لا تُحصوها ) حتى الرسل عليهم السلام حاملي رسالات ربهم عز وجل اختارهم الله بشراً , فلم يبعث ملائكة أو مخلوقات غير الإنسان .ولهذا فمكانة الإنسان عند الله سبحانه وتعالى مكانة مكرمة عزيزة


ولذلك فعندما نتأمل حرص ديننا الإسلامي الذي بعثه الله بالحق على إماطة الأذى عن الطريق لما له من أثر كبير على تطبيق تعاليم الله على الأرض ولما له من أجر وثواب عظيم كما ورد في حديث البخاري : أن رجلاً كان يمشي في الطريق فوجد شوكة , فقال هذه تؤذي الناس , فوالله لأرفعنها , فرفعها . قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : فنظرالله له فشكرله فغفرله .


فما بالك بمن أماط الأذى عن نفس أخيه الإنسان وأزاح عن نفسه ما يؤذيه وما يحزنه .

فعندما امرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإماطة الأذى عن الطريق , فإذا بنا نحن نصبح الأذى بما نسببه بألسنتنا وبما نصنعه بأيدينا في غيرنا وفي حق أنفسنا حتى إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان (تذل له وتخضع) تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا) [الترمذي]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) [أحمد].

وقال تعالى : ..(( إنما المؤمنون إخوة )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } ... ورد ذلك في الكتاب والسنّة فهل سنرى ذلك مطبق بيننا بالفعل ؟


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة رواه البخاري ومسلم

ومن أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن ، تقضي عنه دينا ، تقضي له حاجة ، تنفس له كربة .

الإبتسامة في وجه أخيك صدقة ... والصدقة تمنع البلاء .


فما الذي يضير موظفاً أن يبتسم وهو يقضي حوائج الناس ويسلمهم معاملاتهم وما يضير زوجاً أن يبتسم في وجه زوجته او الأب لأولاده

أليس الدين هو الابتسامة ...

قال الصحابة رضوان الله عليهم : والله ما رأينا الرسول عليهم الصلاة والسلام إلا مبتسماً .... هذا وهو عليه الصلاة والسلام كان يحمل على عاتقه هم أمة .


كم من مرة نجرح غيرنا دون ان نعي ... وكم من مرة نصنع الأذى ونضعه في نفس غيرنا دون ان نشعر ... الا نتذكر قوله تعالى : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) ... كم من كلمة خرجت بحجة الضحك والترويح عن النفس وكم من كلمة خرجت بسخرية وكم من هماز ولماز وسئ لسان وكم وكم وضع الأذى في نفس غيره وهو يدعي حب الله ورسوله بل والأدهى من ذلك كـــــله هو عندما يتحول الأذى الى طبع والعياذ بالله , ألا نتذكر قوله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ( 24 ) تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ( 25 ) ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ( 26 ) )

فمتى سينتهي الحقد والسواد من داخل النفس ؟ متى نتمنى الخير للغير كما نتمناه لأنفسنا ؟ ومتى نتوب من ذلك ....؟

قال تعالى في سورة مريم : ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا )

يالعظمة التقوى عندما تقترن مع الحنان ... فكم يعاني من معاملة تقي بدون حنان هذا إن صح تسميته تقياً .

قال عليه افضل الصلاة والسلام عندما علم ان رجلا آوى غريباً جريجاً غفر الله له .... وغفران الذنوب يعني دخول الجنة . وكل ذلك بسبب حنان ذلك الصحابي هذا وهو قد مسح على جراح البدن فما بالك بثواب من مسح على جراح النفس .

أليس من أسمائه جلا وعلا الحنّان اي الرحمة والحنان .

قال تعالى : (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)

متى يوق الإنسان شح نفسه ؟

لا يوق الإنسان شح نفسه إلا عندما يحب لغيره ما يحبه لنفسه .

( اللهم قني شح نفسي ) كان هذا دعاء سيدنا عبدالرحمن بن عوف عندما سمعه رجل وهو يكرره اثناء حجه وعندما سأله عن سبب تكراره هذا الدعاء بالذات أجاب : لأن الله إذا وقاني شح نفسي ما زنيت وما سرقت وما أكلت أموال الناس بالباطل وما تمنيت شراً لأحد .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : كيف يوق الإنسان شح نفسه ؟



الجواب : إذا اكتمل إيــمانه


فمن لا يحب لغيره ما يحبه ويتمناه لنفسه ( فليراجع إيــمانه )

لأن الله هو موزع ومقسم الأرزاق فلن يأخذ أحداً رزقك الذي قسمه الله لك .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اتقوا الله بشقّ ثمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة))


على الهامش يظن كثيرون أن الخوض في أعراض الغير هو بالحديث في الناحية الاخلاقية او ناحية الشرف فقط ولكن كل ما يمس الغير بسوء هو خوض في الاعراض


فلذلك إن لم تقدر على إماطة الأذى عن نفس أخيك , فرجاءاً كف أذاك وشرك عنه







التعديل الأخير تم بواسطة little dreams ; 30-10-2010 الساعة 01:15 PM السبب: إضافة شعار التميز
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:15 AM.


images