:*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

في هذا الزمن العجيب أنقلبت الموازين واصبحت المرأة هي من تقوم بكل شيء وتتحمل كل شيء
تربي الأولاد وتذاكر لهم وترعاهم بمفردها وتعتني بكل تفاصيل حياتهم في الوقت الذي أباهم عبارة
عن ضيف في منزله لايريد إلا أن يأكل وينام ويأخذ حقه الشرعي لكن أطفاله لايعلم عنهم شيئاً
وقد لايقوم بحقه الشرعي فهو غير متفرغ لأي شيء إلا نفسه

ياترى كم رجل الآن بقي من رجال ذآك الزمان الذي الأب يهتم ببيته وزوجته وأولاده
ويرعاهم خير رعاية ويعرف كل شيء عنهم ويستذكر لهم دروسهم ويسأل عنهم وعن
أحوالهم؟!

ياترى كم رجل الآن يهتم بالقوامة الحق ويؤديها على الوجه الصحيح له؟!
أين الرجل الذي لايعتمد على زوجته في نفقات المنزل ونفقات الأطفال ويقوم ببيته من أ إلى ي
أين الرجل الذي لايذل زوجته حتى يحضر لها ماينقصها وينقص صغارها دون إشعارها بأنه متفضل
عليها

هالني هذا الأسبوع كمية المواضيع التي تحارب الموظفات وتتهمها بالتقصير مع أطفالها وبيتها
هالني أن أجد من ينتقص من دورنا كأخوات في الله نقوم بمعالجة نسائهم حين يمرضن ونعلم
بناتهم ونصنع منهن أمهات صالحات للمجتمع ونغرس فيهن العقيدة الصحيحة السوية التي لن تستطيع
أجنبية لاتدين بديننا غرسها فيهن
هالني أنهم أغمضوا أعينهم عن دور الرجل كأب وزوج وبأنه يتقاسم مع زوجته مسؤولية هذا النشىء..!
وهالني أنهم أرجعوا العقوق والفساد إلى الأم وكأن الأب دوره فقط أن يحملون اسمه ..!!

يا أخواني بدلاً من محاربة الموظفات واستنقاص دورهن الفعال في المجتمع ألقوا الضوء قليلاً
على ماتعانية مجمعاتنا من دواخل حديثه عليها دمرت البيوت وأفقدتها الإستقرار والأمان والألفة

سأستعرض لكم بعضاً مما غضضتم الطرف عنه رغم أنه أعظم بكثير من وظيفة وموظفة

*زوج مدمن للنت ومدمن لمواقع التواصل فيس بوك وتويتر ومنذ أن يدخل بيته حتى يخرج
وهو منعزل في غرفته الخاصة ولا أولاده ولازوجته يرونه إلا على الوجبات وفي عجالة
ياترى إلا يدمر هذا الأسرة إلا يشعر الابناء باليتم رغم أن أباهم حي يرزق..؟!
إلا يدمر الزوجة ويشعرها أنها لاشيء في حياة هذا الرجل ولا يتعدى دورها الطبخ والنفخ
والإنجاب فقط...؟!!
حتى وصل الأمر ببعضهم حرمانها من حقها الشرعي فهو لايستطيع لأنه مكتفي بحبيبات
وخليلات النت والعادة السرية

*زوج مدمن بلاستيشن لاتكاد زوجته ترآه ودائماً في حالة إنهماك تام وكثير من الأمور
يتم تأجيلها وتسويفها وكذلك الصلوات قد تجمع وقد تهمل والزوجة يصيبها القهر والمرض
والإحباط فلا تجد منه عاطفة ولا جلسة أنس ولا حديث فهو ليس معها بل منغمس لآخرة
في إتمام مراحل لعبته يال ـ الإنجاز العظيم

ستضطر هي للقيام بكل شيء بعد أن تمل وتكل وتفقد الأمل في إنصلاح حاله وستلجأ
للقيام بأمورها بنفسها وستشعر أنها بدأت تفقد أنوثتها فماذا أبقيتم لنا من الأنوثة

إذا الكلمة الحلوة والقوامة الصحيحة حرمنا منها وإذا كل أعباء الأسرة ألقيتم بها على عواتقنا
فأنتم لستم متفرغين لدوركم بل منغمسين في الأنا لآخركم

*زوج كثير السفر متحجج بظروف عمله تقوم زوجته بكل الأدوار وهو عابر سبيل في حياتها
وحياة ابنائها ولايريد أن يثقل رأسه بأي شيء ركن إلى الإتكالية كل شيء في حياتهم مؤجل
إلى حين
وعلى الزوجة أن تكون رجلاً حديدي وبمفردها لايهم كيف المهم أن تنجز وهو يتفرغ لرحلاته
وعمله وإنغماسه التام بعالمه الخاص

*زوجه زوجها لايريد العمل متكل تماماً عليها يريدها أن تصرف هي وتربي الأطفال هي
وتقوم بكل الأدوار المهم أن يبقى هو يعيش في بحبوحه من خيرها ويستمتع مع اصحابه
وليس مهماً أن يعمل أو ينفق على بيته فهذا ليس من شأنه فهو تزوج ليرتاح ويجد من يقوم
عنه بكل الأدوار

أي حياة هذه التي تريدون النساء والزوجات أن يتحملهن بمفردهن ...؟!
ولماذا لا أرى موضوع واحد يطالب الرجل بأن يكون رجلاً حقيقي ويقوم بدوره تجاه
زوجته كزوج مسؤول وكأب عليه مسؤولية تربية ابنائه والعناية بهم مع أمهم..!؟

لقد مللنا تحمل المسؤولية بمفردنا
مللنا أن نكون نساء نحمل عن أزواجنا عبء كل شيء
مللنا والله دور الأم المثالية والمكافحة والمضحية والصابرة
مللنا دور الزوجة التي تكبر عقلها وتطنش عشان المركب تمشي


الحياة الزوجية مشاركة في كل شيء
الحياة الزوجية هي شعور بأن هناك أحد يهتم لأمر الأسرة كما تهتم أنت تماماً
الحياة الزوجية لاتقوم على أكتاف طرف واحد
الحياة الزوجية تصبح قاتلة ومؤلمة ومدمرة للنفسيه إن كان هناك طرف يشقى
وطرف غير مبالي ويعد نفسه ضيفاً وعابر سبيل ويعيش بعالمه الخاص

:*