مساء الخير يا احبه
كنت اشاهد برنامج وثائقي عن مشروع فندق يسبح في مجرة درب التبانه
وتم بالفعل تحقيق المشروع تجريبيا حيث كلف السائحة عشرون مليون دولارا لتقضي اجازتها القصيرة في الفضاء
بحيث ان تكلفة اليوم الواحد هو مليوني دولار اي مايعادل 8 مليون ريال
كان الانطلاق من الارض الى السماء وارتفاع الادرينالين وحالة الاغماءة المليئة بنشوة المغامرة وتأمل الحياة من زاوية اخرى امرا ملهما ولذيذا للغاية
بعيد عن مشاكل المنازل المتشابهة
كان الامر مثيرا وبما ان الامر عن التحليق
حلق بي طائر الخيال الى رحلة عبر مكوك فضائي لأسبح بين الكواكب واتأملها عن كثب واتذوق حس التأمل بدل القراءة عنها في المواقع والكتب
حتى اعترضني مايصدمني
وهو موعد العودة الى ارض الوطن والعد التنازلي الصاروخي لاجدني على متن سفينة الارض الواسعة وانا فيها حبة خردل في الفلاة و التي تحمل مليارات البشر المنشغل بيومه
واكمال الحياة هاهنا
وحزنت لتلك السائحة لاني ادرك احباطها الذي تحاول هندمته بابتسامة المرأة المغامرة
وسعيها الحثيث لتوفير امكانات اقل ثمنا مما كان يدفع ليمكن الكثير من خوض تجربتها..
الا إن تلك الرحلات التي تنتشلنا شكليا من جلبة الدنيا الى اعمق ايات التأمل فهي اشبه بالادمان فأيام قلائل لن تكون كافية ومشبعة!
وكأنها لم تكن يوما
فحاولتُ البحث عن حل افصل
حل لايحتاج للوقت اصلا او المال او المكانف
فجميعها تعني شيء واحدا
محدوديتنا
وهذا ضيق
كما انه اجتهاد بشري وعلَي اعود لمالك الارض والسماء ومابينهما
وأبحث في ملكوت علمه عن حل اخر يسعدنا ا ويجعلنا في حالة اتقاد مستمر وشغف وتحليق وانهيار امام الجمال المبهر
واعني هنا انهيار مضاعف
كشهقة ذاك الاطفل الابكم الاصم حين سمع لأول مرة
لابد من رحلة توقضنا وتبقينا في حال من اليقضة والاتساع والاستمرار بذات النشوة بل بتزايد
وتمدنا بالحياة حتى ونحن بين الناس
بين مهامنا
رحلة نقضيها حتى ونحن خلف دخان حافلة كبيرة نكمم عنها افواهنا وانوفنا فنحن مازلنا بالرحلة
وحتى ونحن امام وجه عابس يتحدث بصورة قاتلة فنحن
بذات الاتقاد
فلم اجد اجمل من اجمع وادخر لتذكرة الى السماء انطلق اليها منذ اليوم حتى ....!
لاتوجد رحلة عودة!
فهي ابعد من الفضاء بل هي ابعد من ان نصلها بأجسادنا او اموالنا
ثمنها التقوى لنعيش لذة منتهى الدنيا و الاخرة منذ اليوم
فمن كان جنة بالدنيا فهو حتما جنة في الاخرة
جنة لايحدها جرم صغير اسمه جسد
كيف لا والله منحنا قرآنا اخبرنا عن ما قبل الدنيا حتى منتهاها ومابعدها وابدية مابعدها ومالانعلم ومالفضاء الا آية من اياته سبحانه
وهنا نرى الحكمة من استيداع الله فينا سلطان الخيال الذي يجب ان نستخدمه كمركبة سماوية وقودها التقوى والايمان
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)
فلاتقل ذاك اخطأ بي بل قل ذاك عبد الله المتعَب
ولاتقل ذاك سيء بل قل ذاك مؤمن منهك
كلنا ذاك الشخص بشكل ما نحتاج الى السماء اكثر من اي قطعة بالارض او الفضاء
فنحن منها
ارواحا نعرج اليها كل ليله