السلام عليكم اخواني

جئت هنا اطرح بعض ما اعاني منه مع نفسي ومع من حولي لعلي اجد كلمات تنفعني وتقوم حياتي التي طالما عانيت منها من نواحي الفكر والنفسية والثقافة

جئت لاكتب هنا لعل احدا يفهمني ويرشدني ، اجد في داخلي شخصا مثقف وذا فكر عالي وتحضر راقي ، احلم بحياة مليئة بالتحضر والافكار الجميلة بعيدا عن السذاجات والتعصبات القبيحة بشتى انواعها ، احلم كثيرا بحياة حضارية يملؤها الاخلاق والحكمه وقليلا من التعقل ، في داخلي شخص متحضر ومثقف ويزن الامور بميزان العدل والحضاره ، لكن ما ان ابني هذا في عقلي لاخرجه للناس ولمن حولي ليرون التحضر والعدل والتفكير العالي الحضاري ، الا اني انصدم بالواقع المرير ، ليس مريرا بسبب مسؤول او بسبب مشاكل محسوسه ، بل مريرا بسبب العاهات الموجودة في من حولي ، فياما كنت احسن النية في بعض الناس الا انه يصدمني بتخلفه الشديد في الفكر والتصرفات ، وصلت إلى مرحلة ارى ان كل من حولي متخلفون وعقولهم ساذجه يهتمون برذائل وصغائر الامور ويجعلون منها كتل من الهموم والسذاجه ، لعلكم لم تفهموني ؟ ، لكنني انا اواجه مشاكل في حياتي احاول جاهدا ان افوتها فلا احملها في قلبي فتكون كتل من الامراض ولا اجعل عقلي ساذجا ومتخلفا كالكثير من حولي ، هذا ما احاول ان اصنعه في داخلي ، الا انني كل ما تحدثت مع شخص عن امور عظام لابد لها ان تحصل في مجتمعنا لنصبح متحضرين وذوو اخلاق عاليه ونزن الامور بموازينها الا انني انصدم بسذاجة عقله وتفكيره وعاهاته التي لا تحصى فينتهي نقاشنا بصوته العالي القبيح الذي يحمل انتصارا لنفسه الشيطانيه المغطاة بستارة الدين ، وما اقبح ما يحمله داخل عقله ونفسه ، اعيش حياتي محاولا ان لا اتصادم مع احد محاولا ان اتعايش معهم بالرغم من طموحي الجباره في اصلاح هذا المجتمع وتحريره من التشنجات والتشددات والاخلاق الفاسده والعقول الساذجه ، الا انني كالنافخ في قربة مشقوقه كما يقولون ، فتحولت من شخص ذا طموح ولا ازال متأملاً خيرا في تحقيق طموحي ، تحولت الى شخص يكره الناس ويخطأ عليهم بلا قصد ثم يندم ندماً شديدا ، كيف اريد ان اصلح وانا بهذا الاسلوب ، كأنني لم اعد استطيع ان اخرج ما تكنه نفسي من آمال بسبب اليأس ، فاصبحت كثيرا ما ارد بردود قاسيه لا اعلم هل انا اقصدها ام ان احدا يتكلم على لساني ؟! ، اواصل الحياة في هذا المجتمع الممتلئ بالاصوات المتعاليه ( اتق الله - انت ضال - انت خبيث - انت ليبرالي - انت منافق ) ، ويعلم الله انني اشد الناس حبا لله وللوطن ، وإلا لما حملت هما ثقيلا كم تمنيت ان يتحقق الذي في بالي من حضاره وعلو اخلاق وسمو نفس وتعاون المجتمع المسلم ، الا انني ماوجدت الا اخلاق لاتوجد حتى عند من لايدين بدين الاسلام ، ويسمون انفسهم مجتمع مسلم ، كم كنت اطمح لمجتمع راقي وكلي امل بأن ذلك سيكون قبل ان اموت ان شاء الله ، الا انني ما ان اركب سيارتي واخرج الا واجد من يخطأ علي ويخالف الانظمه في وضح النهار وبكل جرأه ثم يأتي ليتشاجر معي ويسب ويشتم ، بالرغم انني لم اريد له الا خيرا ، وانا في موضع المخطأ عليه ليس المخطأ ، لماذا هذا التخلف ؟ ، الا يعلم هذا الشخص اننا لسنا في الصحراء كما في السابق ؟ ،

أنا اناعاني ، فلم يعد لدي طموح واصبحت قبيح الاسلوب وشديد الندم بعد التجريح ، اصبحت ذا يدين مرتعشه ونفس غير مطمئنة ، وقلب يمتلئ حقدا على المجتمع المتخلف ربما ! ، واصبحت مرتدا عن الرقي بالفكر لان ذلك لاينفع هنا ! ، هل اصبح متخلفاً كالجميع لكي اعيش بسلام معهم ؟ ، او التزم الصمت واعتزل الناس لعل الله يأتي بخير فيما بعد ؟ ، ماذا افعل باسلوبي ولساني الذي لم يصبحان ملكي اليوم ؟ ، ماذا افعل بقلبي الذي يندم كل ما جرحت احدا ؟ ، كيف اكون عافي عن الناس وكالبلسم يمر ولا يضر؟ ، كيف اغير اسلوبي الذي جعلني في معزل من الناس ؟ ، ماذا افعل بطموحي التي تسكن في داخلي هل احرقها ؟ واتناساها ؟ ، ام اهاجر الى بلاد لا اعرف فيها احدا لعلي اجد فيها راحتي ؟ ، لعلي قررت ان اكون صامتا لكي لا يتأذى مني احد ، ولكن هل ساكون سعيدا بهذا ؟

انتم تفهموني صح ؟