كانت هناك عجوز
استخدمها الزمن , لوحة فنية لينحت عليها منذ نعومة اظافرها مذكراته
كتفاحة مخضرة وبها حموضة قوية يسيل بتخيلها اللعاب
اينعت حمراء واحلوّ مذاقها
وسرعان ما شاخت وازداد سكرها جف عصيرها وفضحتها تجاعيد بدأت بتقبلها
هناك على صحن فخار يمكنك استنشاق رائحته
وسكين حاده لمعانها كصوت قعقعة السيوف
مركونة منذ ايام على منضدة غرفة المؤونة
عفوا..
تلك الثمرة استحوذت على انتباهنا عن العجوز
كانت تهتم بما تهتم به العجائز من قريناتها
الثوب المزهر الغامق الفضفاض
و "شِيلة" تلف بها راسها الرقيق
وصندوق صغير به مال وسكاكر وكلمات تنتظر ان تقفز من الصندوق لمسامع احدهم!
يبدو ككنز يحتاج لخريطة ونأتي بـ"سيلفر" لنعثر عليه
اندلع لسان الصباح على سماء الدنيا ليُسمع الاصم تسبيحات الكون بأكمله
صوت! تشرأب له اعناق المناجين القمر في جوف الليل
فإذا بيدها المرتجفة بتجاعيدها الرقيقة تمتد للصندوق المهترئ الصغير
فتفتحه لينبعث نورا الفته
وتقفز كلمة"الحمد لله الذي احيانا بعد اذ اماتنا لنحمده ونشكره"
لتنتشر نورا على نور
واذا باخرى تقفز لتقول
"احب ان ارى عينيك يابني في هذا الصباح و اسمعك مع المسبحين"
واذا بالنقود كالذهب تنادي "اين بقعة الخير التي ستودعيني بها يا ام"
فإذا بها تخرجها ليد ابنها ليقتسمها رغيفا لهما
ولجار ومسكين ونجار يسددوا له دين قديم
ليس تهاونا! بل ذاكرة متواضعة و نجار صبور
و اغلقته لتأخذ غيلولتها الطويلة جدا بعد ساعة من الرحكة المضنية
فاليوم طويل حار ولا صديق حقيقي يطرق الباب سوى صحبة يمضون وقتا في الضحك والحديث عن بعض الذكريات
او عتب يؤذي الروح ويمس الاخلاق واحتراق للاشيء
وبينما هي نائمة بسكينة على فراش بدون غطاء
فإذا بطفلة بحجم عقلة الاصبع
تخرج من جيب العجوز الكبير
انها هي
لكن بروحها دون عوالق وتجاعيد ومسميات والفاب
تينع بالحياة
ليست خضراء حامضة ولا حمراء حلوة
بين البينين
جلست تتأمل السماء وهي على كوة في جدار البيت الطيني العتيق
اخذت تلهو تلعب وتركض مع اطفال خرجوا من جيوب عجائزهم او انهم لا يشيخوا بعد
توقفت
قفزت للصندوق فتحت جيبها واخذت تجمع السكاكر
واختلست من غرفة المؤونة قشدة
وحلقت تنثر السكاكر على نفوس ابت ان تعي انها بالاصل روحا الا بسكر يوقض في العمق سباتا
وقشدة ترطب بها حلوق اكثرت الصراخ وتقرحت قلوبها وهي لذيذه كالكلمات تلك
ولم تنسى
ان تأكل الحلوى هي الاخرى لتعود قبل ان تستيقظ العجوز من قيلولتها الطويلة