لكن احد العلماء النفسيين الفرنسيين يرى ان السعادة قرار يتخذه الناس، فبحسب رأيه اذا استمر الانسان في وضع المتفرج السلبي تاركا فقط الابواب مفتوحة امام السعادة فان الحزن هو الذي سيدخل من هذه الابواب.
ان تحقيق السعادة عمل حقيقي وجاد وكثيرون ليسوا على استعداد للقيام بهذا العمل.
والسبب هو ان السعادة تعاني من عيبين : انها اولا مادية، فعمليو شراء الملابس اسهل بكثير من التفكير في السعادة.
ثم انها مجانية بدون مقابل،
وبصفة عامة فان المجتمعات لاتعرف التعامل مع ما هو غير مادي ومجاني.
والاهم من ذلك هو ملاحظة العالم النفساني في ان استمرارية لحظات السعادة اصعب من دوام لحظات التعاسه، فاطالة السعادة تحتاج دائما جهود كبيرة بينما الاستسلام للتعاسة او الحزن في متناول ايدينا جميعا.
والمقصود هنا بالتعاسة ذلك العادي واليومي وليس المتعلق بالالم المبرح الناتج عن مرض نفسي محبط او ذلك الناتج عن فترة صعبة جدا يمر بها الانسان في حياته بعد فقد انسان عزيز او الاصابة بمرض عضال(حفظنا الله واياكم) بالنسبة لهذه الحالات لامجال للسعادة ، لابد اولا من الاهتمام بالناحية النفسية ولكن بالنسبة للحالات الاخرى فان الاعتقاد الدائم باننا اكثر تعاسه ممانحن عليه في الواقع ظاهرة يعرفها علماء النفس.
لكن الشعور بالحزن في رايه له مميزات فهو يمكن ان يعود بالفائدة وعلى سبيل المثال يتركز اهتمامنا على كالا يرضينا في حياتنا وقد يساعدنا على اتخاذ القرارات حيث انه يحمينا من الاستسلام ويجعلنا نتحمل امورا كان علينا الا نتحملها، يجب ان نحسن استغلال الحزن وتحويل مشاعرنا السلبية الى فكر وقرار عمل.
كما ان ترك مساحة واسعة للاحساس بالحزن سينتهي بنا الى تغيير رؤيتنا للعالم والمرور من الاحساس الحزين الى الرؤية الحزينة، ان عبارة اشعر بالحزن تتحول سريعا الى حياتي تعسه، كما ان الشعور بالحزن يلوث بسرعة كل مجالات حياتنا حتى مع الذين تمضي حياتهم في صورة طبيعية وسهلة.
والمثير اخيرا هو ان السعادة مركب متغير اذ ماتكاد تظهر حتى يجرها قدرها الطبيعي الى الاختفاء ثم تعود من جديد.