في قديـــم الزمــان
وقبــل أن أحمــل لقــب ( متزوجــة )
كنت أســرح بخيــالي
وأتخيــل أحلام الــزواج الورديــة
كمــا كنت أتخيــل شقــاءه !!
أتخيــل نفســي عاشقــة محبــة ، لــزوج لا يعــرف من حيــاته ســوى الشتــم والضــرب ..
أتخيــل نفســي كارهــة لــزوج يعشقنــي حتــى النخــاع ..
كمــا تخيــلت نفســي مــراراً وتكــراراً أتلقــى منــه خبــر زواجــه بأخــرى ، فأســارع ( في تخيــلاتي ) لأصـرخ به : (
طلقنـــي )
ومــع مــرور الوقـت ، واستحــالة الخيــال إلى حقيقــة
ظلــت فكــرة الرفض التــام مسيطــرة على مشــاعــري قبــل عقلــي
وفي أحــد الأيــام
تناقشــت وزوجــي ( خطيبي ) في مواضيــع عــدة
منهــا أمــر زواجــي بآخــر إن _ لا سمح الله _ توفــاه رب العــزة والجــلال
ثم
موضــوع الأخــرى
صــرخــت .. لا لا لا
لا أحتمــل أخــرى تشاركنــي في حــب حــياتــي
قــال : أتحبينــي ؟
قلت : نعم
قال : إذن سأمنحــك برهــة لتفكــري برويــة
هــل بلــغ حبــك لي أن تتنــازلي وتوافقــي على زواجــي بأخــرى إن كــان في ذلك سعــادتي ؟
( هو يعلم قدر غيرتــي الجنونية )
فكــرت قليــلاً ثم قلت : لالالا
مــرت الأيــام ، ومازلــت أفكــر في كلمــاته
ومن ثم
روضــت نفســي ، وتخيلــت ( كالعادة )
استعــددت لزوجــي بأنــواع المأكــولات الشهيــة التــي يحبهــا
جهــزت طاولــة الطعــام والشمــوع تزينهــا
جهــزت ( منيو ) قائمــة الطعــام لألعــب دور النــادلة ، ودور المعزومــة
بادئ ذي بدء ارتديت لبس النادلــة
وعلى الســريــر جهــزت لبــاس سهــرة رائــع + ماكيــاج متكامــل + تسريحــة + حقيبــة + حذاء ( أكرمكم الله )
جهــزت كل ذاك ، وظللت بانتظـار عــودة زوجــي
وإذ ذاك
يُــفتــح البــاب
أهــرول باتجــاهه بغيــة عنــاق من اشتاقــت لــه روحــي
وعندمــا أهــم بذلك
يبتعــد عنــي
ويُــفسح المجــال لـ ( الأخــرى ) بالدخــول !!!!!
صدمــة ، غصــة بالقلــب ( لا يظهــر شئ منهــا على وجهــي )
ابتسامــة ترتســم على ثغــري
ثم
مبـــارك لك يا لب الفــؤاد
تفضــلا بالدخــول
أقــبــل رأســه ، يديــه ، قدميــه
ثم
أهتــف : لن أسألك لم ، فقــط أتمنــى من كل قلبــي أن تكــون قد وفقت في الاختيــار
فما يهمنــي في الدنيــا ســوى سعادتــك
وسأحيــا _ بين قدميــك _ خادمــة !!
أُجلسهمــا على الطاولــة ، وألعب دور النادلــة بجــدارة
ومن ثم
أكرس حيــاتي ، طاعــة لــربي ، و خدمــة لـزوجــي !!
***
تلك قصــة تخيلتهــا ومازلت أتخيلهــا لأروض نفســي وأتقبــل خبــر زواجــه
فأنــا عندمــا أقــول له : روحــي فــداك
أقصــد كل حــرف تفوهــت بــه
فإن خيــرونــي بيــن قتلــي وقتلــه ( بعيد الشر )
اختــرت قتلــي !!
فإن خيرونــي بين إلقاءي في حفــرة نــار ( كأصحــاب الأخــدود ) وإلقــاءه ( بعيد الشر )
لاختــرت إلقــاءي !!
***
فإن خيــرونــي بيــن ( إعدامــي ) أو زواجه بأخــرى
لاختــرت زواجــه !!
فأنــا الوحيــدة التي أعلــم علم اليقيــن مكانتــي لديــه
فإن تــزوج وتركتــه ، لن يسعــد ..
لأن سعــادتــه معــي ، وربمــا كانت غيــر مكتملــة ففضــل إكمالهــا بالأخــرى
وبالتــالي
فإننــي + الأخــرى = سعادتــه
فأيهمــا أولى ؟
راحتــي وسعادتــي
أم راحتــه وسعادتــه ؟؟
***
زوجــي الغالــي : أحبــك ، أحبــك ، أحبــك
أســأل الله أن يتمم زواجنــا ، وأن لا يفرق بيننــا ، وأن يرضيــك عني دائمــاً وأبداً ، وأن لا يحرمني منــك يا غالي
***
احترامي