زواجكِ كان عن قناعةٍ تقريباً، ولا يوجد فيه ما يجلب التعاسة أو الشعور بالضيق، فهو يبادلك المشاعر، ويعاملك وابنتك بما يرضي الله، ولا يوجد أية إشكالٍ بينه وبين إخوتك، فهم يحبونه ويحبهم، ويحترمونه ويحترمهم، بيد أنكِ لا تشعرين بالأمان، فما هي معاييرك لذلك، أهيَ تنازلاتك وعطاءك مالياً فقط؟
نعم، المال مسئوليته، رعايته، دوره المنوط به، سميه كما ترين، وهو علة من علله في القوامة وغيرها، ولكن أما مر بك أنه حينما زارت "هالة بنت خويلد" النبي عليه الصلاة والسلام، فلما سمع صوتها، قال بصوت متهدج (اللهم هالة) لأن صوتها يشبه صوت خديجة رضي الله عنها، وحين غضبت عائشة رضي الله عنها قال لها من ضمن ما قال (وواستني بمالها حينما حرمني الناس)، أما مر بك كيف أن زينب ابنة الحبيب المصطفى أيضاً، افتدت زوجها الكافر آنذاك بقلادة أمها خديجة عند أبيها عليه الصلاة والسلام، فلما رأى القلادة بكى واستأذن صحابته وأعادها إليها مع زوجها. فما هي السيارة والمال مقارنة بقلادة ومال المخلصة خديجة رضي الله عنها؟
ولكن، وحيث لا يوجد فينا من يشبه النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، ولا يدنو أبداً من فضله ودرجته، فإني أقول لك، يجب تجربته، وعلى ذلك ستعلمين إن كان زواجه بك طمعاً أم لا..
وقد نصحك الأخوة والأخوات بعدة أشياء، منها اختباره وتجربته، وأنت أيضاً تريدين ذلك، حسبما فهمت، ولكني لا أؤيد طلب شيءٍ لا يستطيع إحضاره، فذلك سيكون ثقيلاً على نفسك أولاً، وإجابته ستكون حاضرةً، بأنك تعلمين الحال، وهنا لن تتأكدي مما داخله..
فكيف إذن تتمكنين من معرفة إن كان يفتعل الحساسية لتصدقيه وتعطيه أم هو صادقٌ في حساسيته، وصدقه في أمانيه أن يقوم بالدور المطلوب منه كرجل؟
أريدك أن تقومي بعدة أشياء، وهي لمصلحتك، أولاً وأخيراً.
أولاً أريد منك أن تؤكدي وهو معك على ذاتك واستقلاليتك عنه، ولا بأس ببعض التلميحات البسيطة، كمثل أنك خرجت مع أختك أو أخيك من بيت عائلتك إلى المطعم، وتناولتم الطعام في الخارج دون أن تستأذنين، وانتبهي لا تفعلين ذلك حقيقةً، فقط قولي له ذلك عبر كلامٍ عابر، أو غيري من تسريحتك دونما أن تعودي إليه، ولا تتعمدي بأن تظهريها له أو تلفتين نظره إليك، إن صمت ولم يعقب ولم يغضب، فهنا انطلقي لثانياً..
ثانياً، اصرفي بعض المال لشراء أشياءٍ غير مهمة لكِ ولابنتك، ولتكن غاليةً بعض الشيء، وانظري تصرفه بعد ذلك، فإن غضب وبدأت حساسيته بالظهور، فلا أقول ابتعدي عنه، ولكن أعيدي حساباتك مرةً أخرى في مسألة المصاريف وتحملها..
أتمنى لك التوفيق
__________________
الحقيقة تبدو ولا تكون
التعديل الأخير تم بواسطة رهين المحبسين ; 07-09-2009 الساعة 08:11 AM