السلام عليكم
كان الصحابة رضوان الله عليهم يتلمسون اليوم الشديد الحر ليصوموه طـلبـا لمضاعفة
الأجر والثواب من الله ، وكانوا أشد كرما حين يكون الناس في عوز وأزمات بل أنهم
يؤثرون الغير على أنفسهم بالطعام والشراب أملا في مضاعفة الأجر من الله على ذلك
واليوم لدينا من فرص مضاعفة الأجر ما نأمله من الله أضعافاً مضاعفـة فنحـن فى زمن
تتلاطم أمواجه بالفتن والمغريات وسهولة الوصول إليها من وسائل إتصال وانتقال ولو
علمت أحدى الصحابيات الجليلات بحال أخواتنا اليوم وصبرهن على حفظ أنفسهن مـن
الانجراف خلف الشهوات لغبطتهـن على ما أعد الله لهن من حسن الثواب فالأجر عـلــى
قدر المشقـة ، ولاشـك أن مجاهدة النفس اليوم وسط تلك الفتن وسهولة الحصول عــلى
أشباع النفس من شهواتها أمر فيه من المشقة الشي الكثير وكل صابرة لها من الأجـر
مايغبطها عليه الناس يوم يقفون أمام الله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وحيـن
تدنو الشمس من رؤسهم ويغرقون في عرقهم وهي تنعم بظل الله يوم لاظل إلا ظـلـه 00
أخواتي أصبرن واحفظن فروجكن حتى يغنيكن الله بالحلال عن الحرام ولاتبتأسن ولا
تجزعن من حالكن وتنجرفن في تيار الشهوات المحرمة فإنها فرص عظيمة للصبر عـلى
النفس وأطرها عن هواها ، فرص لو علم بها أهل أزمان سبقونا لغبطونا أشد الغبطــة
على الصبر والأجر المضاعف عليه وسط هذا الكم الهائل من الفتن والمغريات 00
إن يوما واحدا من الصبر على تلك الفتن يعادل بثوابه شهورا من الصبر في أزمان لافتن
فيها كما في زمننا هذا بإذن الله والله أعلـم بذلك ،
أختى يامن تتهامل دموعك لحرمانك من شهوات النفس بالزوج والبيت والأبناء والعاطفة
وتكابدين نظرات البعض وهمساتهم بمشقة وتحاولين الانزواء عنهم أعلمي أن الله ليس
بغافل عنك وما أنت إلا في امتحان على الصبر ، قد يراك البعض كسيرة حسيرة ولكـن
عقولهم القاصرة لاتصل لعظمة الله جل وتبارك وما أعد للصابرين من حسن الثواب 00
تلك الحياة المحدودة بالأيام والليالي وتلك الرحلة القصيرة جدا لاتستحق أن نشتريهـــا
ببيع الآخـرة والحياة الدائمة ، أي عاقلة تلك التى ترضى أن تبيع النعيم الدائم بنعيــم
الحياة المؤقت الزائل ؟ التي شبهها الله بالعشية أو الضحى بقصرها
قال تعالى :
( يسئلونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر
من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها )
فهنيئاً لكن أخواتي بالصبر واسألن الله الثبات عليه والثواب ، وإن اتتكن فرصة لإعفـاف
النفس وإغنائها بالحلال بزوج ترضين دينه وخلقه فلا تتأخرن لوجود عيوب لاتعيبه شرعا
وأعن انفسكم بإغنائهن بالحلال ولو لم يكن ذلك الزوج هو ماتطمحن فيه فلا تعلمن أيـن
الخير ، اسأل الله ان يعينكن على الصبر ويغنيكن بالحلال عن الحرام وهو أكرم الأكرمين0
أخوكن الكبير